الخميس، 9 مايو 2013



مفهوم التوجيه المهني

 التوجيه بشكل عام على أنه العملية الفنية المنظمة التي تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يختار الحل الملائم للمشكلة التي يعاني منها، ووضع الخطط التي تؤدي إلى تحقيق هذا الحل والتكيف وفقاً للوضع الجديد الذي يؤدي به هذا الحل. 
وبهذا المعنى يصبح مفهوم التوجيه شاملاً للتوجيه النفسي والاجتماعي.
هنا ينبغي أن نشير إلى توضيح الفرق إلى عبارتين:
العبارة الأولى Self Direction توجيه الذات.
العبارة الثانية Self Realization تحقيق الذات.
والواقع أن هاتين العبارتين تشيران إلى الهدف من التوجيه، فهو لا يهدف إلى حل المشكلة التي تواجه الفرد، ولكنه يهدف إلى ما يلي:

I. Self Directionاكتساب الفرد القدرة على توجيه ذاته دون الاعتماد في هذا التوجيه على شخص آخر حتى يصبح أكثر إدراكاً لحقيقة نفسه، وللعالم المحيط حوله أو العالم المحيط به وأكثر قدرة أيضاً على موازنة الأمور ( تقييم الأمور) ونقدها والخروج من هذا بحل يرضيه ويتفق مع جميع الحقائق الموجودة لديه ( حتى يتحمل المسؤولية).
II. Self Realization الوصول إلى أقصى درجة من درجات النمو حيث يستطيع الإنسان أن يصل إليها وفقاً لإمكانياته المختلفة، وهذا النمو الذي يقارب بين الذات كما هي والذات كما يتصورها بمعنى كما يتصورها الفرد أي تقدير الذات.
- بذلك يصبح التوجيه عملية تتيح النضج، والنمو للفرد و تسمح له بأن يحقق ذاته بمعنى أن يقوم بالدور الذي يتصوره بنفسه في مجالات الحياة المختلفة سواء بالدراسة أو بالمهنة أو المجتمع بصورة عامة.
وحاول بعض المؤلفين تصنيف المشكلات التي يعالجها التوجيه بصورة عامة، ومن الممكن أن نشير للتصنيف على الوجه الآتي:
i. المشكلات الشخصية:
تشتمل المشكلات المتعلقة بالاضطربات الانفعالية، وتكوين فلسفة في الحياة والمشكلات الصحية والجنسية وغيرها.
I. المشكلات الاجتماعية:
تشتمل المشكلات المتعلقة بالعلاقات بين الفرد وغيره وبشكل خاص أفراد أسرته والمشكلات المتعلقة بالنقص في أوجه النشاط الاجتماعي أو الزيادة البالغة أو الفشل في إيجاد أصدقاء أو المحافظة على صداقاته القديمة وغيرها.
II. المشكلات التربوية:
تشتمل المشكلات المتعلقة بالتأخر الدراسي وعادات الاستذكار واختيار نوع الدراسة وغيرها.
III. المشكلات المهنية:
وتشمل المشكلات المتعلقة باختيار المهنة والتكيف للعمل ونقص فرص العمل (الانتاج) المتاحة للفرد.

IV. المشكلات غير المهنية:
وتشمل مشكلات استخدام أوقات الفراغ واختيار الهوايات وأوجه النشاط الأخرى الملائمة وغيرها...
V. المشكلات الاقتصادية:
وتشمل مشكلات الموازنة ( موازنة المصروف) والإيراد الشخصي والعمل لمساعدة الإنسان لنفسه ولأسرته وغيره.

التوجيه المهني بشكل خاص:
مرَّ في ثلاث مراحل كل منها تمثل تطوراً في نظر الاخصائيين:
المرحلة الأولى: 1924 م.
أقرت الجمعية القومية للتوجيه المهني بأميركا التعريف الآتي: 
التوجيه المهني:" هو تقديم المعلومات والخبرة والنصيحة التي تتعلق بإختيار المهنة والإعداد لها والالتحاق بها والتقدم فيها ومعنى ذلك: ليصبح التوجيه عملية يقوم بها الموجه نحو الشخص أو المبحوث بحيث يقدم له فيها المعلومات المتعلقة بالمهنة المختلفة وخبرته فيما يتعلق بإحتمال نجاحه في هذه المهن، وينصحه بما ينبغي عليه القيام به سواء كان ذلك فيما يتعلق باختيار المهنة أو الإعداد لها وهذا يضع عبئ التوجيه على عاتق الموجه ويصبح الموجه هنا في موقف سلبي لا يحسد عليه بالنسبة لمستقبل الشخص.

المرحلة الثانية: 1930 م
أقرت نفس الجمعية تعريف آخر ينص على أن التوجيه هو: "عملية تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يختار مهنة له ويعد نفسه لها ويلتحق بها ويتقدم فيها وهو يهتم أولاً بمساعدة الأفراد على اختيار وتقدير مستقبلهم المهني بما يكفل لهم تكيفاً مهنياً مُرضياً" ومعنى ذلك: أنه ينتقل عبء المسؤولية من الموجه إلى الفرد وذلك عن طريق مساعدة الفرد على أن يساعد نفسه ،كما أنه يسير إلى أهمية التكيف في الحياة المهنية، وليس المهم هنا أن ينجح فقط الإنسان في حياته ولكن المهم أن يكون راضياً وسعيداً في حياته، وهذا لا يتأتى إلا إذا كان متكيفاً في عمله.
المرحلة الثالثة:
من الملاحظ من التعريفيين السابقيين أنهم يحددان عملية التوجيه المهني ولا يوضحان معنى هذه العملية وطبيعتها، وتطورها وغايتها، ويرى عالم النفس سوبر في كتابه " سيكولوجيا المهن" إلى أن التوجيه المهني عملية مساعدة الفرد على إنماء وتقبل صورة لذاته متكاملة وملائمة لدوره في عالم العمل ، وكذلك مساعدته على أن يختبر هذه الصورة في العالم الواقعي وأن يحولها إلى حقيقة واقعة بحيث تكفل له السعادة و للمجتمع أيضاً المنفعة ، والواقع أن التوجيه المهني يصبح وفقاً لهذا التعريف عملية سيكولوجية تتميز بعدة خصائص وهي:
1. التوجيه المهني عملية تهدف إلى مساعدة الفرد على أن ينمي صورة لذاته وهذه الصورة تتميز بأنها متكاملة وخالية من التعارض أو الانحلال أو الصراع.
2. التوجيه المهني عملية تهدف إلى مساعدة الفرد على أن ينمي ويتقبل الدور الذي يقوم به في عالم العمل.
3. التوجيه المهني عملية تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يجرب ويختبر الصورة التي كونها عن نفسه وعن دوره في عالم العمل في ميدان الحياة الواقعية.
4. التوجيه المهني عملية تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يحقق صورته عن نفسه في ميدان العمل.
نستنتج من ذلك بعض الأسس التي تقوم عليها عملية التوجيه المهني من خلال بعض الخصائص:
أولاً: أن اختيار الفرد لمهنة من المهن إنما هو تعبير عن تصورة لذاته ، فالفرد عندما يختار مهنة ما، إنما يختار صورة محددة لذاته. مثال: الشاب الذي يختار أن يكون طبيباً أو مهندساً أو مدّرساً أو كاتباً إنما يختار صورة لنفسه من بين عدة صور التي يمثلها الطبيب أو المهندس أو الكاتب وهو بذلك يحدد الشخص الذي يكون أو الذي يكونه في مستقبل حياته.
ثانياً: إن الفرد عندما يلتحق بعمل ما إنما يقصد إلى معرفة ما إذا كان العمل يتيح له أن يقوم بالدور الذي رسمه لنفسه أولاً، وما إذا كان هذا الدور الذي يفرضه العمل متفق مع تصوره لذاته أم لا.
ثالثاً: إن الفرد عندما يتكيف مع هذا العمل إنما يتقبل ذاته بالصورة التي يرسمها هذا العمل بالذات وبذلك يحقق له الرضا بالسعادة وتححقق في المجتمع الفائدة.
وبناء على ما تقدم يمكن القول: إن التوجيه المهني لا يختلف عن التوجيه بصورة عامة ، كما أنه لا يختلف عن العمليات التي تؤدي للتكيف الشخصي، وبهذا يكون جزءاً من عملية التكيف وعاملاً من عوامله وكثيراً ما نجد أن في بعض الحالات سوء التكيف الشخصي كما أن حالات سوء التكيف الشخصي قد تكون ناشئة عن سوء التكيف المهني وفي بعض الأحيان قد يكون العمل من ناحية من نواحي التكيف الشخصي أو التربوي أو الاجتماعي أكثر نجاحاً وأسرع في العمل في نواحي أخرى. 


يعرف التوجيه المهني: العملية التي تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يختار مهنة من المهن فيواصل بها وينخلها ويرقى فيها ويكون محور الاهتمام في هذه العملية هو الفرد نفسه ومساعدته على أن يقرر بنفسه مستقبله المهني بالاختيار الموفق الذي يؤدي إلى تكيفه مهنياً تكيفاً سليماً.
ويلاحظ من هذا التعريف أنه يؤكد النواحي الآتية:
التوجيه المهني عملية تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يقرر مصيره المهني نفسه بنفسه.
أن هذه العملية تتضمن عدة عمليات منها إعداد الفرد للمهنة التي اختارها ، أي تأهيله لها ثم دخوله إلى هذه المهنة، وأخيراً مساعدته على الرقي فيها.
علاقة التوجيه المهني بالتأهيل المهني: 
أن التوجيه المهني يتضمن مساعدة الفرد على اختيار مهنة ووضع خطة للاعداد لها ، ودخولها والرقي فيها ، فإن عملية التوجيه تبدأ قبل الإعداد للمهنة
وتستمر أثناء الاعداد لها وبعدها (أي قبل وأثناء وبعد). ويقصد بالتربية المهنية: الاعداد لمهنة من المهن بعد اختيارها، فالتربية المهنية هي التعرض لخبرات واسعة عن عدد كبير من المهن أو التعرض لخبرات مركزة للتمرن على أصول مهنة واحدة، وحين إذ تسمى بالتأهيل المهني.
فالتأهيل المهني عملية تهدف إلى مساعدة الفرد على أن يكتسب المهارات الخاصة والضرورية للنجاح في مهنة أو حرفة معينة بالذات، فقد يَمد التأهيل المهني الفرد بخبرات واسعة أو خبرات تربية مهنية، وقد تكون للخبرات المهنية دورها في نجاح التأهيل حيث يكون كل منهما مكمل للآخر. كما يجب أن يكون هناك برنامج للتوجيه المهني، في هذه المرحلة يتضمن الخدمات الآتية:
I. مد الطلاب أو التلاميذ بالمعلومات المهنية.
II. دراسة قدرات الطلاب واستعداداتهم وميولهم دراسة فردية.
III. جمع كل ما يمكن معرفته من معلومات في سجل معين.
IV. وجود توجيه فردي أثناء عملية التعليم أو التأهيل أو فرص للتأهيل المهني عن طريق مواد الدراسة أو مساعدة الطالب لإيجاد أعمال له في المؤسسات والمصانع والشركات وما إلى ذلك.
ويقترح عدد من المختصين الاجتماعيين عناصر ليسترشدوا بها الطلاب في دراساتهم لهذه المهن: 

المقدمة.
فرص العمل فيها.
طبيعة العمل.
المؤهلات.
الإعداد للمهنة.
كيفية دخول المهنة.
عدد المشتغلين بالمهنة.
المزايا والعيوب.
المهن الشبيهة بها والتي يمكن التحويل إليها.
هناك مجموعة من الطرق التي تساعد الطلاب على الحصول على المعلومات المهنية:
A. عقد المؤتمرات التي تناقش فيها المهن المختلفة.
B. دعوة زوار يمثلون المهن المختلفة للتحدث عن مهام أعمالهم.
C. اختراق الكتب والنشرات الرسمية وغير الرسمية عن المهن المختلفة.
D. الزيارات التي يقوم بها الطلاب للمؤسسات والمصانع.
E. الأفلام السينمائية التي تعرض حياة ذوي الحرف والمهن.
F. النشاطات أو أوجه النشاط المختلفة في مراكز التعليم ، تعطي مجال لاكتساب خبرات مهنية.



صعوبات التوجيه المهني:
تعترض عملية التوجيه المهني صعوبات متنوعة ومتعددة ، ونحن نشاهد هذه الصعوبات في مختلف بلدان العالم، ولكنها تختلف بالدرجة أكثر الأحيان والنوع بعض الأحيان ، وليس بالمستغرب أن توجد هذه الصعوبات في الموضوع الذي نجابهه أو نعالجه بشكل شخصي أو إنساني، ومن المنتظر أن يعيش الإنسان في مجتمع له شروطه الخاصة.
وليس من السهل التوفيق بين نوعي الشروط ولا إيجاد الشخص المُعد الإعداد الكافي ليقوم بعملية التوفيق هذه، قد يكون من الصعب حصر الصعوبات كلها، ولذلك فإننا نكتفي فيما يلي بسرد ما نراه هاماً وشائعاً منها:
1- تحتاج عملية التوجيه إلى الموجه المعد الإعداد الكافي، ولكن تعقد الحياة الاقتصادية وتنوع الوسائل التي يجب على الاحصائي دراستها والتدريب عليها لممارسة عمل الموجه والمدة التي يتطلبها إعداده والشروط التي يجب أن تتوافر فيه ليبدأ الدراسة، كلها تجعل من الصعب في أكثر من الأحيان العثور على العدد الكافي من الموجهين لمجابهة هذا الطلب المتزايد.
وتزداد الصعوبة كل يوم في العالم مع زيادة التطور الدول النائشة وضعف إمكانياتها من حيث الموجهين وكثرة التنوع في المهن التي تتوافر فيها.
2- تحتاج عملية التوجيه إلى الاختبارات المناسبة وليست هذه الاختبارات الموجودة في المجتمعات المتقدمة، نعلم أنه يجب أن تتأثر بشروط البيئة الاجتماعية ( الظروف).
هذا التباين بين البيئات الاجتماعية واضح وواسع وبيّن، وهذا يؤدي إلى صعوبة في هذا المجال أمام عملية التوجيه في مجتمع لم يتطور بعد، وليس لديه هذه الاختبارات اللازمة للتطور الكافي.
3- تتعرض عملية التوجيه بأن تأتي من الناشئ فتجعل منه موضوع عيناتها مثال: كثيراً ما تأتي الصعوبة في مقاومة الناشئ بسبب ما رُبي عليه من قبل أن يأتي إلى مؤسسات التعليم أو التصادم بين مستوى طموحه ومقدراته ومواهبه، وقد يصاب أحياناً بضعف جسمي أو جهة من جهات النمو أو عاهة أو قد يكون طفلاً مُشكلاً، وقد يواجه الموجه بصعوبات تزداد بشدة، عندما يكون مستوى طموحه مما لا يتفق وشروط ضعفه وعاهته.
4- تتعرض عملية التوجيه صعوبات تأتي من التصادم بين متطلبات الأسرة وشروطها، وشروط الناشئ والإمكانات الموجودة في المجتمع، فالأساس الديمقراطي التي تقوم عليه فلسفة المراقب تقتضي أن يوافق بين رغبة الأسرة وحاجات المجتمع وطاقات الناشئ، وأن عامل طاقات الناشئ في إعداده للمهنة، عامل لا يستطيع الموجه التغاضي عنه.
5- كثيراً ما يكون الموجه الاجتماعي ذاته مصدر الصعوبات حيث يضيق مجال العمل في الأزمات الاقتصادية، وعندما يعجز العالم عن توفير اللازم لبرنامج التوجيه فيصبح البرنامج ضَيق أو في ضِيق يضعفه ويضعف آثاره وقد يقضي عليه ، ويحدث ذلك عندما يتلكئ المجتمع عن تقديم المساعدات اللازمة لبرامج التوجيه من ناحية، وتعارض السلطات المحلية من ناحية أخرى، ويحدث ذلك عندما يمر المجتمع بأزمة تصيب التوجيه... وتوجد مثل هذه الصعوبات عندما يكون نظر المجتمع معتمداً على أساس من التسلط تضعف فيه ، فإن الفرد وحريته وتعلو فيه من غير قيود كلمة " السلطة المتحكمة" .
مثال: هناك دراسة أجريت في أحدى الدول الأوربية حول الأطفال بين أسرتين الأولى ديمقراطية والأخرى متسلطة... الأطفال في الأسرة الديمقراطية كانوا أكثر اعتماداً على الذات، ميل إلى الاستقلال، و روح المبادرة، وأكثر قدرة على الانخراط في نشاط عقلي تحت ظروف معينة قد تكون صعبة. وكانوا أكثر تعاوناً مع الأطفال الآخرين، أكثر اتصافاً بالود وأقل إتصافاً بالسلوك العدواني، كانوا أكثر تلقائية و أصالة وابتكار.
مثال: دارسة أخرى أجريت في فرنسا عام 1988 حول اللامساواة الاجتماعية في التعليم العالي: 
أن الالتحاق بالجامعة والنجاح فيها واختيار الفروع العملية العامة ( هندسة وطب) أمور مرهونة ومرتبطة بحد كبير بالانتماء الاجتماعي المهني للطلاب (مهن الآباء) وتوصلت النتائج إلى: 
i. إن أبناء فئات المهنية العليا أي الأطر العليا والمهن الحرة أكثر تواجداً والتحاقاً في الجامعة من أبناء الفئات المهنية.
ii. تزداد نسبة النجاح الطلاب كلما توجهنا صعوداً في السلم الاجتماعي المهني للأسرة.
iii. تزداد نسبة الالتحاق في الفروع العلمية كلما توجهنا إلى الفئات المهنية العليا والعكس صحيح... "وهذه الدراسة لا يمكن مقارنتها مع وضع المجتمع العربي".
الخلاصة: تبين الدراسة أهمية المهن للآباء في تحديد المصير المهني لأبنائهم.



هناك تعليق واحد:

  1. The Best 10 Games to Play with Friends in New York City
    Playing with friends in New York 충청남도 출장샵 City gives you 부천 출장샵 a great time 평택 출장마사지 and a great gaming experience 광주 출장안마 in a 안산 출장마사지 short space of time. No matter where you are,

    ردحذف